
وسط أجواء سياسية متوترة، تصدّرت زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي، سارة نتنياهو، عناوين الأخبار مجددًا، بعد أن تسببت في إقالة المتحدث الرسمي باسم زوجها، بنيامين نتنياهو، قبل أيام فقط من زيارته المرتقبة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن. تأتي هذه الخطوة في توقيت حرج للغاية، وتفتح الباب لتساؤلات واسعة حول أسباب الإقالة، وتداعياتها السياسية والإعلامية داخليًا وخارجيًا.
خلفيات الخلاف: توتر داخل مكتب نتنياهو
منذ فترة، رصد الإعلام العبري تصاعد التوترات داخل مكتب رئيس الوزراء. وأشارت عدة تقارير إلى وجود خلافات حادة بين المتحدث الرسمي وسارة نتنياهو، التي تتدخل في تفاصيل تتعلق بإدارة الصورة الإعلامية لزوجها. ومع أن المتحدث لم يعلق رسميًا، إلا أن مصادر قريبة من رئاسة الوزراء أكدت وقوع صدام مباشر دفعه إلى تقديم استقالته أو التعرّض لضغوط أجبرته على المغادرة.
سارة نتنياهو مجددًا في دائرة الضوء
لم تكن هذه المرة الأولى التي تقف فيها سارة نتنياهو في مرمى الانتقادات. فقد سبق لها أن تصدرت المشهد الإعلامي في عدة مناسبات، إما بسبب مواقفها من موظفي مكتب رئيس الوزراء أو تدخلاتها في تعييناتهم. لكن اللافت في هذه الواقعة هو توقيتها، إذ تأتي الإقالة قبل أيام قليلة من زيارة رسمية مهمة إلى واشنطن، حيث كان من المفترض أن يلعب المتحدث دورًا أساسيًا في التنسيق الإعلامي للرحلة.
الرسائل الخفية وراء القرار
من خلال تتبع الحدث، يمكن القول إن هذه الإقالة تعكس:
-
تفككًا داخليًا في فريق نتنياهو الإعلامي.
-
رغبة قوية من سارة نتنياهو في فرض السيطرة على الصورة العامة لرئيس الحكومة.
-
خللاً في التوازن بين الشؤون الحكومية والعائلية داخل مركز القرار الإسرائيلي.
وتُبرز هذه الحادثة طبيعة التأثير الشخصي الذي تمارسه سارة على قرارات سياسية وإدارية داخل مكتب زوجها.
هل تؤثر الإقالة على زيارة واشنطن؟
تعد زيارة واشنطن من أهم المحطات الدبلوماسية التي يعتمد عليها نتنياهو لتعزيز موقفه أمام المجتمع الدولي، وخاصة بعد الانتقادات الحادة لسياسته في المنطقة. ولذلك، فإن فقدان شخصية محورية في فريقه الإعلامي، قبيل هذه الزيارة، قد يُضعف من حضوره الإعلامي، ويمنح خصومه فرصة للتشكيك في تماسك فريقه السياسي والإعلامي.
الإعلام الإسرائيلي يفتح النار
تناولت الصحف الإسرائيلية الكبرى هذه الإقالة بمزيج من النقد والسخرية، حيث وصف بعض المعلقين ما جرى بأنه “أزمة ثقة داخل بيت نتنياهو” وليست مجرد خلاف مهني. كما طرح البعض تساؤلات بشأن حدود تدخلات زوجات المسؤولين في إسرائيل، وتأثيرها على الحياة العامة.
توقعات بمزيد من التغييرات
في ضوء هذه التطورات، يتوقع محللون سياسيون أن يُجري نتنياهو تعديلات أوسع في مكتبه خلال الفترة المقبلة، لإعادة ترتيب أوراقه قبل تصاعد أي أزمات جديدة قد تعرقل أجندته السياسية والدبلوماسية.
خلاصة القول
لا شك أن ما حدث قبيل زيارة واشنطن سيبقى نقطة ساخنة في المشهد السياسي الإسرائيلي، ليس فقط بسبب تأثيره المباشر على التواصل الإعلامي، بل بسبب التداعيات التي تكشف عمق التوترات داخل الفريق الحاكم. ومن الواضح أن اسم سارة نتنياهو سيظل حاضرًا في كل أزمة إعلامية جديدة، ما دام تأثيرها يمتد إلى مفاصل القرار.
التعليقات